بالأمس منتظر الزيدي واليوم الهاشمي وسياسة الإشغال

بالأمس منتظر الزيدي واليوم الهاشمي وسياسة الإشغال

الكثير يعرف إن الاعلام له أثر كبير في تسوية الامور وتغيير القناعات وصناعة الشخصيات المزوقة والمنمقة وله أثر في تغييب الحقائق وقلبها واندثارها ونسيانها الى الابد ، واليوم نحن نعيش كعراقيين بين آلة الاعلام الذي تديره الأيادي الغربية الامريكية والاسرائيلية وبين رجال الظل الذين يتداركون الامور حين انقلاب السحر على أمريكا واسرائيل فنرى السيستاني يتدخل حينما تصعب وتشتد الامور على امريكا وعملائها في العراق فيبادر الى اعطاء قبلة الحياة الى الساسة العملاء عندما يخرج الشعب بتظاهرات أو اعتصامات ضدهم ، ولكن لا نراه عندما تسجر نيران الطائفية بل بالعكس يشد من طرف خفي على أيدي الساسة المتصارعين ليحقنوا ويحشدوا أكثر للطائفية ، أما الكلام عن الاعلام فيطول بنا الحديث عندما نفصّل ولكن بصورة موجزة ، عندما يخرج الشعب العراقي بتظاهرات لرفض بقاء الاحتلال بصفة مدربين أو شركات امنية لا نرى أي أثر في الاعلام لهذه التظاهرات لأي قناة بل نجد التوحد والاتفاق على حرب هذه التظاهرات فيُعلن العكس ، نجد إعلان الانتصار بخروج المحتل مع العلم أكثر القنواة كانت لا تطلق تسمية ( المحتل ) ولكن هذا حتى توصل بعض القنوات الاعلامية رسالة بأنها تتمتع بأستقلالية تامة وغير تابعة للمحتل ، ولم تكتفي أمريكا بذلك فعمدت الى سياسة الاشغال فأفتعلت قضية المالكي والهاشمي حتى تُشغل العراقيين عن مطلبهم الحقيقي وهو خروج المحتل تحت أي مسمى ، وهذا ليس بجديد ففي عام 2008 وتزامناً مع الاتفاقية الامنية وخطورتها أثارت وافتعلت أمريكا قضية منتظر الزيدي وانشغلت الناس ، ولكن الفرق بين القضيتين هو الآن لم يأتي بوش الى العراق كي يُرشق بالحذاء وإنما ذهب المالكي الى بوش ، وسترون الشعب العراقي الابي كيف سيرشق حكومة المالكي والهاشمي بالاحذية وسيسحبون بشوارع بغداد .